قضيِّتُنا هي التَّوحيدُ

الحمدُ لله الواحد الأحد الصَّمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، والصَّلاة والسَّلام على منْ ﻻنبيَّ بعده ، وعلى آله وصحبه ، ومن على طريقهم سار ووحَّد وبعد؛

فيأيُّها النَّاس إنَّ التَّوحيدَ قضيَّةٌ ﻻتقبل المساومة، ولن تقوى على معارضتها مقاومة، طريقٌ مستقيم، وهديٌ قويم، ولن تجد في كتاب الله وسنَّة رسول اللهﷺ أوضحَ من بيانه، وﻻ أفصح من تثبيت فروعه وأركانه، في سبيل التَّوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد لم يُقدِّم رسولُ الله ﷺ التَّنازﻻت ولم يقبل من قومه المُساومات؛ حين جاءه جبريل بالوحيّ من ربِّ الأرض والسَّماوات؛ بقول فصل ﻻيقبل المراجعات؛ ليبقى طريقاً ونهجاً وسبيلاً لكلِّ المُصلحين والدُّعاة فقال جلّ وعلا : ﴿قُل يا أَيُّهَا الكافِرونَ (١)لا أَعبُدُ ما تَعبُدونَ(٢)﴾

كيف يُعظَّم العبيدُ ويُرفَعون!، ومن دون الله يُعبَدون، وبه يُساوون، وكيف تريدون أيُّها الدُّعاة ممن يستغيث بغير الله أن يَنصرون؟!، ولقضية التَّوحيد يفقهون!

قاتلَ اللهُ السياسة التي تجمع بين المتناقضات وتفرِّق بين المُتماثلات!.

أيُّها الدَّاعية أنت تحمل حملاً عظيماً؛ فلا تُفرِّط في عقيدتك وتوحيدك؛ من أجل مصالح مُتوهَّمات!، ومن أجل توحُّدٍ وخُزعبلات!؛ فو الله الذي ﻻ إله غيره لن تتوحَّدَ الكلمة قبل التَّوحيد، ولن ينتصر المُوحِّدُون قبل الذُّلِّ والخضوع لمالك الملك العزيز الحميد؛ فلا تُضيِّيعوا أوقاتكم بكلماتٍ معسوﻻت، وﻻتخدعوا أنفسكم بدعوة المجاملات؛ ثمَّ تقولون دعوناهم للتَّوحيد!؛ بعباراتٍ واسعاتٍ وكلمات مُجملات؛ دون تفصيلٍ وتحليلٍ!؛
 هل قلتم لهم قولَ المريد ياشيخ فلان أو يا شيخ علان (ألحقنا وافزعنا) (شركٌ)،وهل قلتم أنَّ دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والعكوف على قبورهم شركٌ.
 أو قلتم ماﻻ يُنازعكم فيه أحد: التَّوحيدُ شيءٌ أصيلٌ، والشِّرك أمرٌ دخيل! .

أيُّها الدُّعاة هل نسيتم الأمور الواضحات الرَّاسخات أم خُدِعتم بالكاميرات والقنوات!....غفر الله لنا ولكم فكلُّنا خطَّاء وخيرنا التوَّابون؛ اتركوا التَّبريرات واستغفروا ربَّكم إنَّه سميع قريب مجيب الدعوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

اسم الكاتب : د .الزبير بن الطيب محمد
2024-03-07

تواصل معنا

Sed ut perspiciatis unde omnis iste natus error sit voluptatem accusantium doloremque

Your message has been sent. Thank you!