رسائل إيجابية

يتفاوتُ النَّاسُ في أفهامهم وتوجُّهاتهم كما تتفاوت رسائلهم تجاه الآخرين وطريقة تعاملهم؛

فهناك من يُرسل رسائل إيجابية في تعامله مع الناس سواء كانت بالإشارة أم كانت بالعبارة؛ فهؤلاء هم مفاتيح الخير في الأمة ومصابيح الدُّجى، أما الصنف الآخر -لا كَثَّرهم اللهُ_ فيحملون أسوأ القوالب ويجيدون تحطيم الآخر بشكل لايُنافَسُونَ عليه! .

يكفي لتدمير طفلٍ أن تقول له:
(أنت لا تفهم ولا عمرك حتفهم)!

ولا شيء يُدمِّر ذلك الشاب عندما يتحمَّس لفعل شيء ما كقول: (لسه بدري على الحاجات دي)!
أو (أنت لست قدر التحدي)!

ولا طعم أَمَرّ من تهوين نجاح وتسفيه صلاح!

هذه الرسائل السلبية والسهام الحربية تزداد حدتها وترتفع حرارتها ويتفاقم ضررها إن صدرت من الأب و المعلم و المربي والقدوة!

ومن العجائب التي وجدتُها في البشر أنَّ العامل لايُنتَقد إلا من الخامل، والناجح لا يُعاب إلا من الفاشل!

نحن في زمان يحتاج فيه الفرد وجميع الأمة إلى النظرة التفاؤلية والرسائل الإيجابية؛ لانتشار الإحباط بصورة مقصودة وأخرى غير مقصودة!

ولا أجدُ دليلاً اعظم ولا قولاً أحكم لما فات الأمة من ركب التقدم وإعادة مكانتها وهيبتها من قول يعقوب عليه السلام لبنيه؛ قال الله سبحانه على لسانه:
﴿يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ﴾
[يوسف: ٨٧]
وقوله يتضمن أمرين هما سبيل الحصول على كل مراد بحول الله وهما:
(اذهبوا) العمل والجد والاجتهاد
(ولا تيأسوا) لا تتراجعوا مهما حصلت المعوِّقات واشتدت الصعوبات؛ لأنكم تثقون في ربكم وخالقكم ..

والحمد لله أولاً وآخرا .

اسم الكاتب : د .الزبير بن الطيب محمد
2024-03-07

تواصل معنا

Sed ut perspiciatis unde omnis iste natus error sit voluptatem accusantium doloremque

Your message has been sent. Thank you!