استقبال رمضان

                             بسم الله الرحمن الرحيم  

   محاضرة عن استقبال شهر رمضان المبارك لشيخنا : أ.د.إبراهيم بن عامر الرحيلي بمسجد ذي النورين بالمدينة النبوية بتأريخ : السابع والعشرين من شعبان من عام ألف وأربعمائة وأربع وعشرين من الهجرة ( 27/ 8 / 1424هـ ) مع زيادة بعض الفوائد من د. عبد الله محمد أحمد إبراهيم.

 استقبال رمضان يكون بما يلي :

1_ تهيئة النفس للصيام, وتكون تهيئتها بما يلي :

أ/ بدعاء الله تعالى أن يبلغه رمضان ويوفقه لصيامه , فالسلف الصالح رحمهم الله تعالى كانوا يدعون الله تعالى بذلك , والدعاء له أثره ومكانته في توفيق العبد .

ب/ بالتوكل على الله تعالى في الصيام وأداء الواجبات الأخرى , والعبد يحتاج إلى التوكل قبل العبادة ويحتاج لمتابعة السنة أثناء العبادة ويحتاج سؤال الله تعالى الشكر  والقبول بعد العبادة . والتوكل على الله تعالى في العبادة هي منزلة الخواص من العباد ودونها منزلة العوام وهي : التوكل على الله تعالى في أمور الدنيا فقط .

ج/ التوبة النصوح من جميع الذنوب ؛ فكم يحال بين العبد والعمل الصالح بسبب الذنوب قال الله تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] .

د/ إصلاح المسلم ما بينه وبين المسلمين إن كان هناك خصومات ؛ وإذا ظلم غيره فيتحلل منه .

2_ عقد العزم على الصيام والقيام , ويكون بما يلي:

 أ/ مراعاة القيام بالواجب ومنه النية : فإذا أعلن الشهر من الدولة يعقد المسلم النية قبل طلوع الفجر بصيام جميع الشهر , ويبيت النية كذلك من كل ليلة استحبابا لحديث حفصة رضي الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ))([1]) وسيتحضر أنه مؤد لركن من أركان الإسلام , ويستحضر فضله ويحتسب أجره ويداوم الدعاء أن يوفقه لإكمال صيامه : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)([2]) : قال أبو حاتم ابن حبان : (إيمانا) يريد به إيمانا بفرضه  (واحتسابا) : يريد به مخلصا فيه .

ب/ ومن الواجبات التي لا يغفل عنها المسلم : وهي أفضل ما تقرب به العبد إلى الله تعالى في هذا الشهر : الصيام , والصلوات في المساجد بالخشوع , وبر الوالدين وصلة الأرحام .

ج/ ومن الواجبات تجنب ما يخدش الصيام وينقص أجره من الغيبة والنميمة .

3/ عقد العزم على الحرص على الجود والإحسان , ويكون بما يلي :

أ/ الإكثار من أعمال الخير : عن ابن عباس قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقى جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم ـحين يلقاه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة ))([3]) فيحرص المسلم على الجود , وإعانة المسلمين ونفعهم ببدنه وبماله, وبعلمه يعلم الناس فمن أحسن أنواع الإعانة : تعليم الناس السنة , ومن الجود بالخير : الترفع عن الخصومات .

ب/ الحرص على التنويع والجمع بين أعمال البر: من حسن الخلق والإحسان للمسلمين بطيب الكلام وإفشاء السلام والبشاشة , والأذكار , وقراءة القرآن بالتدبر فالعبرة ليست بالقراءة فقط , وكذلك وعظ الناس ويساهم بقوله , وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإطعام الطعام بتفطير الصائم أو بالليل , أو ينوي الخير إن لم يكن له مال , ويحرص على الصلاة بالليل وهذا يتحقق بالتراويح .

4/ العزم على فعل ما يكون بعد العبادة : فإذا وفق الله تعالى العبد لعمل صالح فعليه شكر الله تعالى والثناء عليه , وأن يمقت نفسه ويحذر من الغرور والعجب ؛ فلا حول ولا قوة للإنسان إلا بالله تعالى .

   والحمد لله رب العالمين , كتبها : د. عبد الله بن محمد أحمد بن إبراهيم في الثاني من شوال من عام ألف وأربعمائة وأربع وأربعين من الهجرة (2/10/1444هـ _ 22/ 4/ 2023م).

 

 

 

 

 


([1]) رواه أبو داود (ص 219) وانظر : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (4/ 25).

([2]) صحيح "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (5/ 300) .

([3])رواه البخاري ومسلم وانظر : التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (9/ 149) (6370) .

 

 

اسم الكاتب : د. عبدالله بن محمد أحمد إبراهيم
2024-03-13

تواصل معنا

Sed ut perspiciatis unde omnis iste natus error sit voluptatem accusantium doloremque

Your message has been sent. Thank you!